يعتبر التنافس الشديد من أهم سمات السوق التقني ليس في الولايات المتحدة حصرا ولكنه يمتد ليشمل بقية بقاع العالم سعيا لجذب وإقناع أكبر عدد من المستخدمين، فهناك على سبيل المثال التنافس القديم بين أبل ومايكروسوفت حول أنظمة التشغيل وأجهزة الكمبيوتر الشخصي وأجهزة "ماك"، وظل هذا التنافس ممتدا ليضم أعضاء جددا مع الوقت لتصبح كل شركة "تحارب" على أكثر من "جبهة" في الوقت الحالي.
انحصرت معارك السنوات القليلة الماضية على الحصة الأكبر في عالم الهواتف الذكية ومنصات الألعاب والأجهزة اللوحية، لكن نطاقها توسع في الآونة الأخيرة ليشمل برامج تصفح الإنترنت ومحركات البحث.
تتشابه أغلب هذه "المعارك" في أنها تشكلت فعلياً على أرض الواقع بعد ظهور المنتجات في الأسواق وبدأت كل منها في استرضاء المستخدم من أجل نيل حصة أكبر من المبيعات، ولكن السوق التقني شهد مؤخراً ظاهرة غريبة بعض الشيء تمثلت في نشوب "معركة" تجارية حول منتج لم ير النور بعد، وهي "الساعات الذكية".
ولكن ما هي الساعات الذكية؟
يمكن اختصار مفهوم الساعات الذكية التي من المتوقع أن تغرق الأسواق الشهور المقبلة، في محاولة نقل تجربة استخدام الهاتف الذكي إلى معصم كل مستخدم من خلال ساعة يد تتضمن كل أو أغلب خصائص الهواتف الذكية الفائقة على غرار تصفح المواقع الإلكترونية والتقاط الصور والفيديوهات والتواصل عبر الشبكات الاجتماعية وغيرها من القدرات والإمكانيات المتوافرة في الهواتف الذكية.
كيف اندلعت المعركة؟
بدأت هذه "المعركة" مع لحظة تسريب خبر الساعة الذكية التي تقوم شركة أبل بتطويرها حالياً، وتتوقع مصادر مقربة من الشركة أن تطرحها في الأسواق قريباً بالاسم التجاري iWatch، وفضلت أبل عدم الإعلان عن أي من التفاصيل التقنية لهذه الساعة الذكية لتترك الفضول يلتهم عشاق منتجاتها حتى اليوم وتفتح الباب أمام المزيد من التسريبات والتوقعات غير المؤكدة، فيما رجح بعض المراقبين أن iWatch تمثل رد أبل القوي على نظارات غوغل الذكية التي سترى النور قريباً.
لم تنعم أبل طويلاً بالتفوق الزمني الذي حققته، حيث عاجلتها ثلاث شركات منافسة في الأيام الأربعة الماضية بالكشف عن خطط لتقديم ساعات يد ذكية في الأسواق في المستقبل القريب، وكانت البداية من سامسونغ ثم غوغل وأخيراً إل. جي مع إمكانية دخول شركات آخرى مستقبلاً، إذ أنه من المنتظر أن تقوم جميع تلك الشركات بطرح ساعات ذكية ستتنافس بقوة على سوق ما زال مجهول الهوية والحجم بشكل كامل، كما أن إمكانية نجاح هذه الساعات ما زالت غير معروفة.
المصدر: سكاي نيوز عربية